ابن باجة فيلسوف أندلسي وُلد سنة ٤٨٧هـ/١٠٨٠م في سرقسطة الأندلسية، شمال شرق إسبانيا اليوم. عمل العشرين سنة الأخيرة من حياته وزيراً وطبيباً في دولة المرابطين، وألّف ٢٨ كتاباً كانت تدور معظمها في حقل الفلك والطبّ والرياضيات والأدب والموسيقى. إلا أنّ كتابه الأشهر في الفلسفة هو (تدبير المتوحد) والذي يُعتبر كتاباً كثيف الأفكار يشرح فيه ابن باجة فلسفته بشكل ممتاز.

وُلد ابن سينا الملقب بالشيخ الرئيس سنة 370هـ/980م. تميّز منذ نعومة أظفاره بشغفه بالعلم، إذ كان لا ينقطع عن القراءة والمطالعة. حفظ القرآن الكريم وبرع في كلّ ما درسه. لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره حتى ذاعَ صيته في الطبّ. انكبّ ابن سينا على دراسة الفلسفة فأحاط بالعلوم الطبيعيّة والمنطقيّة والرياضيّة على أكمل وجه، وعكف أيضاً على دراسة علم ما بعد الطبيعة “الميتافيزيقيا”.

كتبت هذا الكتاب لانزعاجي الكبير من “استعمار” الخوف حياتنا. وفي الحقيقة، تميل الكتب المكتوبة بدافع الغيظ إلى أن تكون جدلية، ولن يكون هذا الكتاب استثناء على أية حال. ولكن يمكن أن نعتبره هجوماً على التناول العملي لجميع الظواهر التي ترتبط بالخوف. تحمل ثقافة الخوف سمة التناقض، فقد ظهرت في وقت نعيش فيه تاريخياً بأمان أكبر من أي وقت مضى. وقد تكون أهم حجة لدي ضد ثقافة الخوف، هي واقع نسفها لحريتنا.

الكاتب: لارس سفندسن
ترجمة: عبدالله اسماعيل
كان السبب الذي دفعني لكتابة هذا الكتاب هو الملل الشديد الذي انتابني لفترة لا بأس بها. غير أن ما نبهني لأهمية هذا الموضوع هو موت صديقٍ عزيزٍ عليَّ بسبب نوبة مللٍ كانت قد أصابته. وكان قد بلغ بيَ الأمر أنني وافقت آرثر رامبو الرأي حين قال: “لم يعد الملل حُبي”. حيث لم يعد الشعور بالملل مجرد حالة بريئة أو عقبة هينةً. وأضحت فجأةً شكوى رامبو من “الملل القاتل” أمرًا جديًا، وانتشر هذا التعبير لاحقًا في أغاني البوب والروك مثل أغنية “ملل حتى الموت” (Bored to Death) للمغني جي. جي. ألين، وأغنية “شيء لأفعله” (Something to Do) لديبيتش مود، اللتان امتازتا بأنهما مثلتا حياتنا كلها. وأدركت بعدها أن هذه التجربة لم تقتصر على مجموعة أصدقائي المقربين فقط، بل إنها أشارت لوجود مشكلةٍ جديةٍ في مفهوم “المعنى” في ثقافتنا المعاصرة ككل. فالبحث في مشكلة الملل هو محاولة منا لفهم طبيعتنا البشرية وكيف نتفاعل مع العالم من حولنا في زمننا هذا. وكلما تفكرت في هذه القضية أكثر فأكثر، بدا لي أن الملل عاملٌ أساسيٌ ومؤثرٌ في فهم ثقافتنا المعاصرة. فإننا نعيش في ثقافة من الملل، وكتاب “فلسفة الملل” هو محاولةٌ متواضعةٌ مني لفهم هذه الثقافة والتصالح معها.

الكاتب: د.عبدنان الأحمد
تُعَدُّ مشكلة الشرّ من المشكلات الكبرى والدائمة للفلسفة منذ نشأتها. وستظلّ مشكلةً ما دام الإنسان قائمًا على هذه الأرض. بل إنّ أحدَ أهمّ مآثر الفلسفة، منذ اللحظة اليونانيّة وحتى الآن، جعلُها الشرَّ مركزَ تفكيرٍ فلسفيّ. إذا كانت مشكلةُ الشّرّ تجد أساسها في الحقبة اليونانيّة، فما الذي يجعلها حاضرة حتى الآن؟ ما الذي يجعل الفيلسوفُ مسكونًا بهاجس الشّرّ؟ إنّ الفلسفةَ، وهي تنهضُ بمهمّةِ جعلِ الشرّ موضوعًا لها، تسعى لأن تفهم لماذا تُوجد كلّ هذه الشّرور في الوجود الإنسانيّ.