حقيقة الأمر أنّ العلاقة بين الفلسفة والمنطق علاقة جدليّة، إذ لا يُمكن بناء فلسفة متماسكة من دون منطق، والمنطق من دون سياق فلسفيّ يبقى مجموعة قوانين مجرّدة لا قيمة واقعيّة لها. فإذا كانت الفلسفة تبحث في الحقّ والخير والجمال، وتبذل الجهد من أجل الوصول إلى الحقيقة، فإنّ المنطق هو مجموعة القوانين التي تعصم العقل من الخطأ، وتجعله يُميّز الصواب من الخطأ.
وإذا كانت الفلسفة قد تطوّرت عبر سياق تاريخيّ طويل، فإنّ المنطق، بدوره، تطوّر تطوّرًا ملحوظًا ولم يبقَ محصورًا بالمنطق الصوريّ الأرسطيّ.