ما المِتافيزياء؟
20,00 د.إ – 30,00 د.إ
لا ريب في أنّ الفكر، حين يبلغ أشدّه، يتحوّل إلى مِتافيزياء. ذلك بأنّ المِتافيزياء عنوانُ الفكر الجريء الذي قد يتهوّر، فيسقط في غيبيّات الضباب المضلِّل. ولكنّه لا يلبث أن ينهض ليدرك أنّ كلّ معرفة ناقصة، وكلّ مسعى عاجز، وأنّ الفكر دائمُ الحيويّة لا يني يخطو خطواته في سبيل سدّ عوزه الكيانيّ الأعمق. المِتافيزياء روحُ الفكر المنعتق من روابط المعاينة الظاهريّة. غير أنّها لا تستطيع أن تتحوّل إلى علمٍ من العلوم. فائدتها الوحيدة أنّها، حين ترسم لنا حدود العالم والوعي والمعرفة، تحرّرنا من كلّ دوغمائيّة عقائديّة ضارّة، ومن كلّ تعصّب وجدانيّ مؤذٍ، ومن كلّ تغرّب فكريّ تعطيليّ. تحتاج الفلسفة إلى المِتافيزياء لكي تتذكّر على الدوام أنّ تصوّراتها وبناءاتها وعماراتها وأنظوماتها، مهما سمَت وتألّقت، لا تستطيع أن تقبض على سرّ الكينونة. ما من معرفة يمكنها أن تسوّغ بذاتها التأصيلَ المعرفيّ المطلق. لا غرابة، والحال هذه، من أن تتّخذ المِتافيزياء اليوم صورة العلوم الاستشرافيّة، والمنطق الكيفيّ، والإبّيستِمولوجيا التأصيليّة.
التفاصيل |
مقاس الكتاب |
130 - 200 MM |
عدد الصفحات |
101 |
اسم المؤلف |
مشير باسيل عون |