الفلسفة في زمن كوفيد
ها قد تغيَّر العالم؛ فما قبل جائحة كوفيد ليس كما بعدها. تحوّلات جذرية حدثت على كافّة الأصعدة. تسارعت الأحداث بطريقة دراماتيكية، وازدادت المشكلات تعقيداً، ولم تعد حلول الأمس تجدي نفعاً. أمام هذا الواقع الجديد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ثمّة سؤالٌ يطرح نفسه بقوة: ما دور الفلسفة؟ أعتقد أن أمام الفلسفة اليوم خيارين؛ الأول، أن يقتنص الفلاسفة هذه اللحظة التاريخية ليتركوا بصمتهم على كافة الأصعدة؛ سواء الاجتماعية أو السياسية أو الأخلاقية. أمّا الخيار الثاني فيتمثل بالفرصة النوعية لإثبات قدرتهم على ابتكار وطرح أفكار جديدة تتناسب مع هذا الواقع الجديد. فغالباً ما تتطلّب الأحداث الطارئة تدوير زوايا الرؤية للخروج بمنظور مختلف يتناسب مع المعطيات الجديدة التي فرضها هذا الوباء. لم يكرِّس كوفيد مفهوم مركزيّة القوى الحاليّة وحسب، بل ذهب إلى تغيير علاقتنا ووعينا تجاه خطورة الحركة الاجتماعية كما الفيروسية، فهل من الممكن أن يوحي مفهوم “الحركة” بمنظور جديد للعالم؟ كلمات أساسيّة: كوفيد، بخار المنطقة الإحيائية، تدوير، النظرية النقدية، السياسيون والمقاومة.