العدد السادس من مجلة بيت الفلسفة

0,00 د.إ

ليس الانتباهُ إلى مفهوم الاعتراف قديمًا، وإن كان قد مُسّ بهذا الشّكل أو ذاك عند كثير من الفلاسفة، واحتلّ
في الفلسفة المعاصرة مكانة وصلت حدّ الحديث عن فلسفة الاعتراف. إنّنا إذ نطرح مفهوم الاعتراف محورًا،
معًا، بل هي مشكلة عمليّة نحاول أن نُجرّدها ونقدّم الخطاب
ٍ
فهذا لأنّ الاعتراف مشكلةٌ نظريّة وعمليّة في آن
الفلسفيّ بشأنها. لا يمكن تخيّل العلاقات البشريّة من دون حالات الاعتراف الّتي تُولّد أيضًا حالات عدم الاعتراف.
ما الّذي يحمل الإنسان أو الجماعة على الاعتراف ونزع الاعتراف؟ هذا يعني – إجابة عن هذا السؤال – أنّه يجب
أن نُفتّش عن مكانة الاعتراف في عالم القيم، وعالم المصالح، وعالم الانتماءات الأيديولوجيّة والسّياسيّة. إنّ
مفاهيم التعصّب والعنصريّة والأنانيّة والحسد والنّفي مفاهيم حاضرة في حياة البشر بوصفها نافيةً للاعتراف.
وهذا يقودنا إلى تلك القيم الّتي تخلق ثقافة الاعتراف. إذ لا يُمكن أن تنتصر ثقافة الاعتراف إ لّّا بالاعتراف بحقّ
الاخت اف، لأنّ مشكلة المشكلات هي في قبول المختلف أو رفضه. فالقبول بحقّ الاخت اف يعني اعترافًا، ونفي
الحقّ في الاخت اف لا يعني سوى أنّ الآخر لم يعد يُعتَرف به، ولهذا فإنّ كثيرًا من نزاعات البشر مؤسّسة على عدم
يُبرِّر نفيَ الآخر، وبخاصّة إذا انطوت
ٍ
الاعتراف. وآية ذلك أنّ التبريرات الأيديولوجيّة للمصالح تختفي وراء خطاب
الأيديولوجيا الّتي يؤمن بها جمهور من النّاس على فكرة امت اك الحقيقة المطلقة، ونفي ما سواها من الحقائق.
بل الوهم هو مصدر النّفي وعدم الاعتراف.
ٍ
وبهذا المعنى، لا يقوم الاعتراف على وهم
في عالمنا المعاصر، وبخاصّة في عالمنا العربيّ، يترنّح الاعتراف تحت ضربات كلّ أشكال النّفي المتنوِّع، ولهذا آثرنا
أن يكون محور عددنا هذا مفهوم الاعتراف.

SKUPHB00068
Categories

Additional information

Weight 0,25 kg
Dimensions 21 × 14 × 2 cm
لغة المجلة

لغة العربية, لغة إنجليزية