تُعَدُّ مشكلة الشرّ من المشكلات الكبرى والدائمة للفلسفة منذ نشأتها. وستظلّ مشكلةً ما دام الإنسان قائمًا على هذه الأرض. بل إنّ أحدَ أهمّ مآثر الفلسفة، منذ اللحظة اليونانيّة وحتى الآن، جعلُها الشرَّ مركزَ تفكيرٍ فلسفيّ. إذا كانت مشكلةُ الشّرّ تجد أساسها في الحقبة اليونانيّة، فما الذي يجعلها حاضرة حتى الآن؟ ما الذي يجعل الفيلسوفُ مسكونًا بهاجس الشّرّ؟ إنّ الفلسفةَ، وهي تنهضُ بمهمّةِ جعلِ الشرّ موضوعًا لها، تسعى لأن تفهم لماذا تُوجد كلّ هذه الشّرور في الوجود الإنسانيّ.